مرقد الامام الحسين (ع)
 

يقع المرقد الشريف وسط مدينة كربلاء، غرب نهر الفرات، على بعد 105 كم جنوب غرب مدينة بغداد، ويحيط بالمرقد شارع رئيسي يوصل إلى ضواحي واحياء المدينة، وعلى بعد 300 م يقع ضريح اخيه ابي الفضل العباس (ع) أي في الجهة الشمالية الشرقية، ويعود تأسيس هذا المرقد الشريف ليوم عاشوراء حيث دفن الامام (ع) هناك، والذين دفنوه اقاموا لقبره رسما ونصبوا له علامة وبناء، كي لا يخفى اثره ويمحى ذكره.
وفي عهد بني امية وضعت على القبر مسالح لمنع الزائرين من الوصول إلى القبر المطهر، وكان القبر مطوقا لهذه المهمة.
وبعد هذ الفترة اخذ الناس يتوافدون لزيارة القبر بحشود هائلة، وبدأت عمليات التوسيع والاعمار تتسع يوما بعد يوم تبعا لاستوطان الناس فيها وذلك من عام 170هـ، وفي سنة 65هـ بنى المختار بن ابي عبيدة الثقفي قبة على القبر الشريف وفي ايام ابي العباس السفاح جرى تعميره وفي عهد المأمون اعيد بناء القبر الشريف بعد هدم الرشيد للابنية التي كانت تحيط بالاضرحة المقدسة وموضع القبر، وفي عهد المنتصر بالله العباسي 247هـ تم بناء الضريح المقدس.
وفي سنة 371 هـ شيد عضد الدولة البويهي قبة ذات اروقة وضريحا من العاج، وبنى حولها بيوتا واحاط مدينة كربلاء بسور واق، وفي سنة 380هـ شيد الداعي العلوي محمد بن زين بن الحسين (ع) قبة على القبر الشريف لها بابان، وبنى حولها سقفين واحاطهما بسور، وفي سنة 407 هـ اصيب الحرم بحريق فقام الحسن بن الفضل وزير الدولة البويهية بإعادة البناء من جديد وشيد سورا له. وفي سنة 914هـ أمر الشاه اسماعيل الصفوي بتذهيب حواشي الضريح واهدى له قناديل ذهبية وصندوقا فضيا بديعا تم وضعه على القبر وفي عام 984 بذل الشاه طهماسب الصفوي الكثير من الاموال لاجل تعمير الروضة الحسينية ووسع المسجد الكبير الملحق بالمشهد الشريف وفي سنة 1207 هـ قام السلطان القاجاري اغا محمد خان بتذهيب القبة لأول مرة.
وفي عام 1227 هـ امر السلطان فتح علي القاجاري بتجديد بناء المشهد وأهدى شباكا من الفضة للقبر وتبرعت زوجته بتذهيب المئذنتين وفي عام 1287هـ امر ناصر الدين شاه بتجديد بناء المشهد وتبديل صفائح الذهب وتذهيب القبة كما وسع الصحن الشريف وفي سنة 1360 هـ تبرع احد المحسنين بمال لتجديد هيكل الضريح وذلك بهمة سادن الروضة السيد عبد الحسين آل طعمة.
وتمتاز الروضة الحسينية بسعة الصحن ذات العشرة ابواب وهي باب القبلة، الرحمة، قاضي الحاجات، الشهداء، الكرامة، السلام، السدرة، السلطانية، الزينبية.
ولكل باب زخارف جميلة وطاق ذات فسيفساء ويحيط بالروضة 65 ايوانا وفي كل ايوان حجرة مزينة كانت تضم طلبة العلوم، ومقابر لاعيان البلدة واكبرها مقبرة آل الشيرازي الكرام (رض) وتعلوا الروضة قبة شاهقة ارتفاعها 27م مغطاة بالذهب الابريز وبجانبها مئذنتان عاليتان مذهبتان ذات 25م.
وتعرض هذا المرقد ايام العباسيين لعدة مرات بالهدم والتخريب واعتدى عليه الوهابيون مرات نهبا وسلبا، ومن الطغاة الذين شاركوا في الهدم المنصور العباسي وفي عهد الرشيد ضيق الخناق على الزائرين وامر المتوكل العباسي بهدم القبر وحرث ارضه وأسال الماء عليه وفي عصرنا الحاضر استهدف ازلام نظام صدام اثر الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991م المرقد الحسيني الشريف بالقذائف ورغم هذا توافد المحبون وسكنوا جوار المرقد المقدس ليومنا هذا.