الروضة الكاظمية المطهرة
كل شيء في مدينة الكاظمية ينظر الى الروضة المطهرة وحيثما اتجهت في
المدينة طالعتك القباب المذهبة والمنائر الذهبية الثمانية في النهار تنعكس
أشعة الشمس على صفائح الذهب اللماعة فيخطف الابصار ذلك الشعاع الذهبي ، في
الليل تنعكس أشعة المصابيح الكهربائية لتشع المئآذن والقباب الذهبية نورا
يبدد ظلام الليل .
مر أكثر من اثني عشر قرنا على أول بناية ضمت القبرين الطاهرين للامامين
موسى الكاظم وحفيدة محمد الجواد عليهما السلام ، استطاع فيها العقل العراقي
المبدع أن ينجز هذه الروضة المتكاملة المتناسقة في منشآتها الباهرة في
عناصر جمالها بما يتناسب مع مكانة أهل البيت الأطهار .
وكانت تعرف بمقابر قريش ، ذلك ان الخليفة ابا جعفر النصور بعد ان بني مدينة
بغداد واتمها عام 149هـ اختار هذه المنطقة شمالها لتكون مقبرة لاسرته
العباسية ولقريش عامة واسماها مقابر قريش وان او قرشي دفن فيها كان جعفر بن
ابي جعفر المنصور سنه 150 هـ ودفن فيها بعد ذلك الامين بن هارون الرشيد سنة
198 هـ والسيدة زبيدة بنت جفعر بن المنصور والدة محمد الامين و زوجة الرشيد
سنة 216 هـ وحين توفي الامام موسى بن جعفر عليه السلام دفن في مقابر قريش و
دفن حفيدة محمد الجواد عليه السلام الى جواره وتطور اسم المقبرة الى مشهد
باب التبن ثم الى مشهد موسى بن جعفر وحين سكنها الناس وجاوروا المشهد
الشريف اخذت اسمها الاخير مدينة الكاظمية / نسبة للامام موسى الكاظم عليه
السلام .
ولد الامام موسى الكاظم في المدينة المنورة في موضع يدعى الابواء في الطريق
الى مكة المكرمة ، في السابع من صفر سنة 128هـ والده جعفر الصادق ابن محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين علي بن ابي طالب (عليه السلام )
استقدمه الخليفة المهدي الى بغداد و اودعه السجن ثم رده الى المدينة واقام
بها الى ايام الرشيد ، وفي سنه 179 هـ أمر الرشيد بنقله الى بغداد وحبسه كان
موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده ، وكان سخيا كريماً و
كان يصر الصرر ثلاثمائة دينار و اربعمائة دينار و مائتي دينار ثم يقسمها
بين المحتاجين بالمدينة سرا .
اولاده :
خلف الامام موسى بن جعفر عددا كبيرا من البنين والبنات بلغ ثمانيه وثلاثين
ولدا وبنتا ، اشهرهم ولده (الامام على الرضا) عليه السلام الذي اختاره
الخليفة المأمون وليا للعهد وتوفي في مدينة طوس ، مشهد ، حاليا شمال شرق
ايران و ولده محمد الجواد عليه السلام ولد بالمدينة المنورة ليلة 15 رمضان
عام 195 هـ وتوفي بغداد آخر ذي القعدة عام 220 هـ ودفن قرب جده موسى الكاظم
.
و ولده علي الهادي عليه السلام ، نزيل سامراء ودفينها عام 254 هـ
يطلق علي الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد اسم الكاظمين لكظمها الغيظ
وسماحة خلقهما ، والجوادين لجود هما وكرمهما .
|